[هل لنا أن نتأ مـل الحياة المشرقة بالخيروالأمل
والسعا دة بثروتها العظيمة من فتيا نها
الصا لحين وفتيا تها الصالحات ، في العهود
الزاهرة لسلفنا الصالح ؟ نعم ، فقد تـفيَّـأ َ الناس
ظلا ل الأما ن والراحة والعيش الرغـيـد ،
وذاقوا حلاوة السـعا دة التي ينشـد ها كل إنسان
السعا د ة التي تنبع من طيب النفس ، وقـُرّ ة
العـَين ، ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً الفرقان74 دعاء عباد الرحمن
(لا بأس بالغنى لمن اتقى والصحة لمن اتقى خير من الغنى وطيب النفس من النعيم ( صحيح ) إذ ،سـا د البـر
والإحسان ، والتقوى ، وحب الخير ، والإ يثار ، والرغبة
فيما عند الله ، والمسارعة إلى المغفرة والجنة برحمة الله
وهذا شـأ ن من تربى على القرءان والسنة واتباع
محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الخلق العظيـم
وهو الذي أولى الصغا ررعاية وعناية مـنقـطعـة
النظير، ورباهم على الإيمان والتقوى ومكارم
الأ خلا ق وحب الجنة ،
يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف
عن ابن عباس .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ): 7957 في صحيح الجامع
هذا العلم العظـيم في هذ ه الكمات الجا معة النا فـعـة
يعلمه ابن عمه عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ،وهو غلا م إ ذ كان ابن ثلاث عشرة سنة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأ صبح ابن عباس حبر الأ مة ،
وترجمان القرآن وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع أجلة الصحابة. وكان عمر يقول: ابن عباس فتى الكهول، له لسان قئول وقلب عقول.
روى البخاري في "صحيحه"عن ابن عباس قال: ( كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فقال بعضهم: لِمَ تُدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم - يشير بذلك إلى قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو إلى معرفته وفطنته - قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم، قال: وما أَرَيْته دعاني يومئذ إلا لِيُرِيَهُم مني، فقال: ما تقولون في قوله تعالى: { إذا جاء نصر الله والفتح }(النصر:1) فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وقال بعضهم: لا ندري، أو لم يقل شيئاً، فقال لي: يا ابن عباس، أكذاك تقول، قلت: لا، قال: فما تقول، قلت: هو أَجَلُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له...قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم ) .
وكان يُفتي الناس في عهد عثمان، كما كان يفعل ذلك في عهد عمر رضي الله عن الجميع، وكان علي رضي الله عنه يدنيه منه ويعمل برأيه، ومما قاله فيه: ( أقرَّ الله عين من له ابن عم مثل هذا ) .
وقد شهد له الجميع بسعة علمه، ورجاحة عقله، حتى لقبوه بألقاب عدة: فلُقِّب بـ"البحر" و"الحبر" و "ترجمان القرآن". يقول ابن مسعود رضي الله عنه في حقه: " نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس" رواه الحاكم في "المستدرك" .
وكان ابن عباس رضي الله عنه من أشهر مفسري الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سناً، فقد ولد رضي الله عنه قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنوات، ولازم رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نعومة أظفاره، وذلك لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرابته من ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .فهي خا لته أخت أمه ، وكا ن يبيت أحيانا عندها فيـشهـد
عبادة رسول الله صلى الهت عليه وسلم با لليـل
ويتعلم منه ،
وعن ابن عباس قال : بت عند خالتي ميمونة ليلة والنبي صلى الله عليه وسلم عندها فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر أو بعضه قعد فنظر إلى السماء فقرأ : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب " حتى ختم السورة ثم قام إلى القربة فأطلق شناقها ثم صب في الجفنة ثم توضأ وضوءا حسنا بين الوضوءين لم يكثر وقد أبلغ فقام فصلى فقمت وتوضأت فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان في دعائه : " اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا " وزاد بعضهم : " وفي لساني نورا " وذكر : " وعصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري )
وفي رواية لهما : " واجعل في نفسي نورا وأعظم لي نورا " وفي أخرى لمسلم : " اللهم أعطني نورا
("متفق عليه) قال ا بن عباس: رأيت جبرئيل عند النبي صلى الله عليه وسلم مرتين، ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين.
عاش ابن عباس حياة مليئة بالجِدِّ والعمل، فلم يترك طريقاً من العلم إلا سلكه، ولا بابًا من الخير إلا طرقه؛ وكان مَقْصَد أهل العلم ومبتغاهم،
وقال يزيد بن الأصم: خرج معاوية حاجاً معه ابن عباس فكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم.
كيف لا ، وقد رباه الرسول الكريم ،و دعا له بقوله : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل (صحيح)
ولما عمي آخر عمره،قال في ذلك فيما روي عنه
إن يأخذ الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخلٍ ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور
اللهم صل وسلم وبارك على خاتم النبيين والمرسلين
وعلى آله وأصحابه أجمعين
ونلتقي في ؟؟؟؟؟
[/size]
