السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقعت أحداث القصة في الشام، في حواري دمشق.. حيث كانت هناك فتاة يانعة في مقتبل العمر، تذهب كل يوم إلى الجامعة لتنهل من العلوم وتستزيد من الآداب ووالدها كان رئيس شعبة في هذه الجامعة..
في يوم من الأيام كانت الدنيا باردة وكانت السماء ملبدة بالغيوم وما أن أتى المساء حتى
أرعدت السماء وبدأ المطر في الانهمار والبرد ذو الحبات الكبيره التي تكاد تخترق رؤوس الناس وهم يجرون للإحتماء تحت أي ظل..خرجت الفتاة من الكليه وهي تجري علها تجد ملاذ من هذه العاصفة الهوجاء وكانت مبتلة وترتجف ولا تدري أين المفر..
وعندما زاد نزول البرد طرقت باب بيت شعبي في أحد الأزقة... وإذ بشاب يستقبلها ويرحب باستضافتها في بيته لحين هدوء العاصفة ولم يتعارفا بالأسماء مجرد أنه طالب في نفس الجامعة وأعزب يعيش لوحده، في غرفة وليوان خارجي مغطا وحمام منفصل عن الغرفة..
طلب الشاب منها أن ترتاح في الغرفة لحين هدوء العاصفه وأدخل عليها المدفئة وطلب منها أن ترتاح وأنه سيخرج المدفئة بعد فترة..
بعد مضي فترة من الزمن وهي جالسة ترتجف على السرير غلبها النعاس فألقت بنفسها
مستلقية على السرير..
ودخل الشاب وإذا به يراها وهي نائمة وكأنها أميرة من حور الجنة وأخرج المدفئة ولكن الشيطان قام يداخله في شغاف قلبه ويغرر له بصورة الفتاة المستلقية في الغرفة بجانبه..
انتبهت الفتاة وإذا بها ترى نفسها مرمية على السرير لا تعلم ماذا جرى فركضت نحو الباب فترى الشاب مرمي في الخرج مغما عليه وأخذت تجري ولا تلتفت خلفها حتى وصلت لبيتها ورمت بنفسها في حضن أبيها والذي كان طوال الليل يبحث عنها في كل مكان!!
سردت له كل الأحداث التي مرت عليها وأقسمت له أنها لا تعلم ماجرى.. فما كان من الأب إلا أنه ذهب للجامعة وأبلغ عن الشباب المتغيب في هذا اليوم.. فإذا بهم شابان اتضح أن أحدهم مسافر خارج البلاد والآخر في المستشفى..
ذهب الأب ليرى ذلك الشاب في المستشفى ليروي غليله وينتقم منه فإذا به يرى شاباً قد لفت يداه باللفافات البيضاء فسأل الطبيب عما جرى.. أخبره الطبيب أنه أتى إليهم محترق الأصابع..
نعم أصابعه محترقة..
قال الأب للشاب: بالله عليك ما الذي جرى من غير أن يخبره أنه والد الفتاة..
قال: لقد التجأت لي فتاة بالأمس طلباً للحماية من المطر فآويتها في الغرفة لكن الشيطان أخذ يراودني عن نفسي في الفتاة فدخلت لآخذ المدفئة وقمت كلما ضعفت نفسي أحرقت إصبعاً من أصابعي لأتذكر نار جهنم وعذابها حتى احترقت أصابعي فأغمي علي ولم أدري إلا وأنا في المستشفى.
فصرخ الأب وقال: اشهدوا يا ناس فإني زوجته ابنتي!!