بسم الله الرحمن الرحيم
حماة القدس
كَيْفَ بَاتَ الصَّخْرُ ميرَاثَاً ثَمينا
أطْعِمُوا أرْواحَنَا الغَرْثَى يَقينَا
وَقَديماً قَدْ تَثَاءَبْنَا قُرُونَ
لَيْتَهُ عِنْدَ الوَغَى قَدْ مَرَّ فينَا!
تَارِكَاً في أمْسِنَا جُرْحَاً دَفينَا
أضْلُعَاً جَفْلَى... وقيثَاراً حَزينَا
كَان يوْمَاً مَجْدَنَا دُنْيَا وَدِينَا
فَلِمَاذَا لا نُرَى في السَّائِرينَا؟
ثُمَّ جَازُوا، وَبَقينَا وَاقِفينَا؟
عَابِقٍ بالمَجْدِ، أنْسَانَا السِّنينَا؟
ثُمَّ قَامُوا وَبَقِينَا قَاعِدِينا؟
وَثُكَالَى الرُّوحِ وَالمُسْتَسْلِمينا؟
فَنُرَى ، في لَيْلِهَا، مُسْتَأْنِسِينا؟
فَنُرَى يَا أُمَّتي في الضَّاحِكِينا؟
قَدْ تَرَفّعْنَا عَنِ الآهَاتِ حِينا
لا وَرَبِّي مَا أَرَاكُمْ جَاهِزِينا!
في فَمِ التَّاريخ: بُكْمَاً، صَاغِرينَا؟
فَاسْتَحَى الدَّهْرُو"يوماً" مَا اسْتَحَيْنا؟
ألْفُ كَابُوسٍ يَهُزُّ النَّائِمِينا؟
يا حُمَاةَ القُدْسِ، فَضْلاًً، عَلِّمُونَا
أنْعِشونَا ... حَرِّكُوا فينَا حَيَاةً
نَحْنُ كُنَّا في سُبَاتٍ نِصْفَ قَرْنٍ
كلّ يَوْمٍ مَرَّ فينا ... كَانَ سَهْمَاً
إنَّمَا سَهْمُ الرَّدَى قَدْ طَاشَ عَنَّا
فَانْزَوَيْنَا خَلْفَ أسْوَارِ التَّمَنِّي
تُوسِعُ الدُّنْيَا خُطَاهَا نَحْوَ مَجْدٍ
وَتَغُذُّ السَّيْرَ تَسْعَى في مَدَاه
أتَوَقّفْنَا قَليلاً نَتنَادَى
أمْ تَلَفَّتْنَا طَويلاً نَحْوَ مَاضٍ
أ تُرَى يا أمَّتي كُنَّا قُعوداً
أَمْ تُرَى كُنَّا اليَتَامَى والأَيَامَى
مَا الَّذي يُؤْنِسُ في مَأْسَاتِنَا
مَا الَّذي يُضْحِكُ في بَلْوَائِنَا
لا تَقُولُوا أَنَّنَا لمَّا ابْتُلِينَا
وَ تَجَهَّزْنَا مَدَى خَمْسينَ عَامٍ؟
مَا الَّذي صَارَ فَبِتْنَا مُضْغَةً
كَيْفَ نِمْنَا كُلَّ هَذا النَّوْمِ جَهْرَاً
كَيْفَ لَمْ يَجْثُمْ عَلَى أنْفَاسِنا
]color]