صنائع المعروف من مكارم الأ خلا ق التي امرنا
أ ن نعمل بها تقربا إلى الله عزوجل واقتداء برسول
الله صلى الله عـليه وسلم ، ونبتغي بذلك الثواب من
الله ، ولا نلتفت إلى مرد ود هذا العمل ممن صنع
إليه ولا من غيره ،لأن الله تعالى يحب الإحسا ن وأهله
(إن الله محسن يحب الإحسا ن) صحيح 1824
الجامع (إن الله محسن فأحسنوا) صحيح 1823
إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56و
وصنائع المعروف من الإ حسا ن ،وفيها نفع عظيم
لأهلها المخلصين في الد نيا والآخرة ،فهي وقاية من مصارع السوء وهذا مغنم عظيم ( صنائع المعروف تـقي مصارع السوء) صحيح وهذه
بشرى عظيمة بلقاء الله على خير، ذلك أن الحريص عـلى صنع المعروف فيه نفع للناس
وهذايجعله من أحب الناس إلىالله(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس و أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور
يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا و لأن أمشي
مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد ، ( يعني مسجد المدينة ) شهرا
و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظه و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله
قلبه رجاء يوم القيامة و من مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه
يوم تزول الأقدام ( و إن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) (حسن)176 صحيح الجامع
ويكون من خيرالناس (خير الناس أنفعهم للناس
(حسن)3289 وصنائع المعروف ، هي أ فعال
الخيرالمقد مة الى الخلق وخا صة أهل الحا جة
إلى المعاونة ، عند الأزما ت ، والكربا ت ،
والمتا عب،والهموم ،بالبذ ل والعطاء،والجاه
واالكمة الطيبة ، وغير ذلك ، لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غارحراء يرجف فؤاده، دخل على خديجة بنت خويلد فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة : ( ما لي ؟ ) فأخبرها الخبر، ( لقد خشيت على نفسي ) ، فقالت خديجة : كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرى الضيف، وتعين على نوائب الحق، جزمت وأقسمت
عـلى أن الله لن يخزيه أبدا استدلت بدلائل، أخذت تُعددها مما تراه وما تُشاهده من عظيم صفاته وجليل مناقبه التي فطره الله جلّ وعلا عليها قبل أن يُنبأ.من مكارم
الأخلا ق وصنائع المعروف ، وهذا يد ل على رجاحة
عقلها ومعرفتها قدر صنائع المعروف وأن الله يحمي أهلها
من كل سوء وخزي ومهانة ،
فـطوبى لأهـل المعروف ، أ هل الخير في الد نيا والآخره
وهنيئا لهم علو الدرجات وعظيم الثواب وكثرة الحسنا ت
( كل معروف صـد قه )صحيح 4555 الجامع
فلنكن من أ هـل صنا ئع المـعروف ، ولكن ؟ !
ِ