من الأمثال الشهيرة ، ما رواه البيهقي، في آخر شعب الإيمان، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، أنه سأل يونس بن حبيب عن المثل المشهور كمجير أم عامر فقال: كان من حديثه أن قوماً خرجوا إلى الصيد، في يوم حار، فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم أم عامر وهي الضبع، فطردوها فاتعبتهم حتى ألجؤوها إلى خباء أعرابي، فاقتحمته. فخرج إليهم الأعرابي فقال: ما شأنكم؟ فقال: صيدنا وطريدتنا، قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي. قال: فرجعوا وتركوه، فقام إلى لقحة له فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء، فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت، فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه فبقرت بطنه، وشربت دمه، وأكلت حشوته وتركته. فجاء ابن عم له فوجده على تلك الصورة، فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال: صاحبتي والله، وأخذ سيفه وكنانته واتبعها، فلم يزل حتى أدركها فقتلها وأنشأ يقول: ومن يصنع المعروف من غير أهله يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أدام لها حين استجارت بقربه ... قراها من البان اللقاح الغزائر
وأشبعها حتى إذا ما تملأت ... فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من ... غدا يصنع المعروف مع غير شاكر
يضرب مثلاً للمحسن يكافأ بالإساءة.
أنظر – مجمع الأمثال للميداني – وثمار القلوب للثعالبي
وحياة الحيوان للدميري وغيرها
فإ ذا انتـفت الفسد ة وأ ُمِـنَ الضرر، وتـرجـحت
المـصلحـة، فلا تـتردَّ دْ في صنائع المعروف ،والإحسان
( و درء المفاسد مقد م عـلى جـلب المصالح )